CENTER FOR DEMOCRACY IN LEBANON™
|
|
خطاب الأسد في المحامين بعيون لبنانية جمال عبد الناصر قلتم ؟ 2006 السبت 21 كانون الأول - يناير إيلي الحاج من بيروت: لا يمكن المرء إلا أن يتبسم بمرارة لمشهد المحامين العرب خلال مؤتمرهم في دمشق يطلقون مواقف خشبية ويصفقون ويهتفون بحماسة لأحد المتكلمين، الرئيس السوري بشار الأسد وهو يدافع عن نفسه ونظامه بمنطق محام مبتدىء تنقصه موهبة الإقناع ويستند إلى حجج وأفكار بسيطة انتهت مدة صلاحيتها منذ سبعينات القرن الماضي وقبلها، خصوصا أنه حصر الجزء الأكبر من كلمته بلبنان حيث اختار أن يبعد عن الواقع محاولاً تطويعه وفق ما يتمنى ويرغب هكذا يعلّل النفس بأن إسرائيل قتلت الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ولم يحقق معها المجتمع الدولي، فلماذا يحققون معه في قضية اغتيال رئيس حكومة لبنان السابق رفيق الحريري؟ يتناسى الرئيس السوري أن عائلة عرفات لم تتهم إسرائيل بقتله ، ولا حركته "فتح" فعلت ولا منظمة التحرير ولا "السلطة الفلسطينية ولا فرنسا حيث تعالج. ثم يقفز إلى القول إن إسرائيل مستفيدة من اغتيال الحريري ليستنتج بالتالي أنها هي التي قتلته ، فيصفق المحامون العرب. ليضيف أن لجنة التحقيق الدولية تتستر على فعلة إسرائيل الشائنة هذه وخلفها المجتمع الدولي ، ومن هو المجتمع الدولي ؟ مجموعة أشخاص حاكمين في بعض الدول! فيرتفع التصفيق مجدداً. يتجاهل الرئيس الأسد أن كل الأدلة والإفادات التي جمعت في قضية اغتيال الحريري أشارت إليه وإلى نظامه ولم يشر أي منها إلى إسرائيل، المستفيدة حتما ودوما من القرارات والتصرفات الرعناء والأخطاء القاتلة التي يرتكبها أي نظام، أو تنظيم عربي وإسلامي على غرار نظامه في لبنان كان الجو الخطابي في المؤتمر باعثا على الإنتشاء إلى حد استحضار أحد الحضور الهتّافين ذكر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، ليعلو التصفيق مجدداً. وشتان في الواقع بين عبد الناصر وبشار الأسد ففي الشكل لم يرث العملاق المصري السلطة عن والده ، وفي الوقائع كان يعني ما يقول . بشار على النقيض خطب بأن قيمة السيادة الوطنية أعلى من قرارات مجلس الأمن ولا يهم نظامه أن يعزله المجتمع الدولي وأنه مستعد للقتال وإلخ، عارفا أنه بعد مدة طالت أم قربت، ومن يعش يرَ، سيسأله المحقق الدولي وجهاً لوجه "سيدي الرئيس هل هددت فعلاً الضحية الحريري بأنك ستسحب أمعاءه؟ هناك عشرات الشهود وأحدهم نائبك السابق يؤكدون أنك فعلت". طبعاً سيقول إعلام حزب "البعث" أن الأسد استقبل المحققين كزوار وأبواب قصره مفتوحة للضيف انطلاقاً من التقاليد العربية الأصيلة وما شابه. ثم ان عبد الناصر عرف أن يخرج من مستنقع اليمن وبشار الأسد غرق في لبنان ولا يزال يتخبط في أوحاله. والأسد الابن لا يواجه إسرائيل ولا الغرب، إلا بالكلام وبالتفجير والتخريب لا أكثر في لبنان الذي ابتهج سيادته عندماقارنه بالبلد الذي يحكمه قائلاً "نحن الأكبر والأقوى" ولم يكمل كيف خرج جيشه منه مذلولاً عبد الناصر غير. يكفي أنه كان حقيقياً في حسناته وسيئاته . الآخرون الذين خرجوا من رحم "البعث" خصوصا مقلدون زائفون سيئو الأداء، والقول إن أحدهم يذكَر به لا يصح إلا إذا جاء في سياق أن شارلي شابلن مثلاً كان شبيها بهتلر في فيلمه الكاريكاتوري "الديكتاتور". مجرد تشبيه الرئيس الحالي في سورية بالزعيم العربي الأسمر اعتداء على الذاكرة والتاريخ ولتكتمل المهزلة المؤلمةعلى وقع الهتاف والتصفيق يخطب بشار الأسد أن قلة في لبنان ترفض سورية- أي نظامه الفاسد الموروث ورموزه المخابراتية – وهذه المجموعات "موقتة". كل الناس على وجه الأرض موقتون في النهاية ، لكن الدائم في هذا الرجل أنه لا يعتبر، بدليل استخفافه بنزول جموع اللبنانيين الهائلة التي ملأت ساحات بيروت وفرضت عليه بين ليلة وضحاها سحب جيشه من وطنهم بعدما احتله سحابة ثلاثين عاماً وقلبت الموازين في مجلسي النواب والوزراء اللذين كان يسيطر عليهما. قلة قال، أي يمكن اغتيالهم واحداً تلو آخر بعبوة تحت سيارة هنا وبسيارة مفخخة هناك لتستقيم مع الوقت مقولته إنهم "حالة عابرة". المهم في الانتظار أن يخرسوا إعلامهم لأن الاحتجاجات المنقولة صوتاً وصورة وكتابة على قتل زعمائهم وقادة الرأي من بينهم تسيء إلى العلاقات بين البلدين الشقيقين، كذلك الحديث عن المقابر الجماعية التي خلفها وراءهم رجال الاستخبارات السورية، وأيضاً المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية الذين اختفت آثارهم ولا يليق أن تسأل عائلاتهم عن مصيرهم وأين هم ولعل قضية مزارع شبعا، التي قال الرئيس السوري أن مساحتها لا تتجاوز مساحة المكان الذي أقيم فيه مؤتمر المحامين العرب تقدم الصورة الأقرب إلى أسلوب تعامله مع اللبنانيين . فترسيم الحدود فيها، على ما خطب، يحتاج إلى آلية قانونية بتقديم مستندات إلى الأمم المتحدة، وآلية تقنية من خلال وضع علامات هندسية على الأرض. بالنسبة إلى الشق الأول على صاحب الملكية أن يثبت ملكيته أمام الأمم المتحدة وليس من لا يمتلك. وبالنسبة إلى الشق الهندسي ، إسرائيل تحتل المزارع وبالتالي يستحيل وضع الإحداثيات فيها. ليستنتج أن المطالبة بترسيم الحدود عند المزارع هي خدمة لمصلحة إسرائيل، ولإيقاع الضرر بمقاومة "حزب الله" المتحالف معه بمعنى آخر حرروا المزارع وبعد ذلك
نرى إذا كانت لبنانية أو سورية !عبد الناصر قالوا ؟ حرام تشويه صورة الزعيم العربي التاريخي بهذا القدر
|
|